فصل: 131- قولهم في مايراه الرائي في المرآة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (نسخة منقحة)



.125- هل يبقى كلام العباد؟

1- فقال قائلون: كلام العباد لا يبقى.
2- وقال قائلون: الكلام قد يبقى وهذا قول أبي الهذيل وغيره.

.126- هل يفعل الكلام بغير لسان؟

واختلفوا: هل يفعل الكلام بغير اللسان؟
1- فأجاز ذلك مجيزون.
2- وأنكره منكرون.

.127- هل الهواء معنى؟

واختلفوا في الهواء: هل هو معنى؟
1- فقال قائلون: ليس بجسم.
2- وقال قائلون: هو جسم رقيق.

.128- هل يجوز أن يرتفع الهواء من حيز الأجسام؟

واختلفوا: هل يجوز رفعه من حيز الأجسام حتى لا يكون؟
1- فأجاز ذلك مجيزون.
2- وأنكره منكرون وقالوا: لو ارتفع ما بين الحائطين من الجو لالتقت الحيطان وتلاصقت.

.129- قولهم فيمن مد يده وراء العالم:

واختلفوا فيمن مد يده وراء العالم على مقالتين:
1- فقال قائلون: يمتد مع يده فهذا يكون مكانًا ليده لأن المتحرك لا يتحرك إلا في شيء.
2- وقال قائلون: يمد يده وتتحرك لا في شيء.

.130- قولهم في رؤيا النوم:

واختلف الناس في الرؤيا على ستة أقاويل:
1- فزعم النظام ومن قال بقوله فيما حكى عنه زرقان أن الرؤيا خواطر مثل ما يخطر البصر وما أشبهها ببالك فتمثلها وقد رأيتها.
2- وقال معمر: الرؤيا من فعل الطبائع وليس من قبل الله.
3- وقالت السوفسطائية: سبيل ما يراه النائم في نومه كسبيل ما يراه اليقظان في يقظته وكل ذلك على الخيلولة والحسبان.
4- وقال صالح قبة ومن قال بقوله: الرؤيا حق وما يراه النائم في نومه صحيح كما أن ما يراه اليقظان في يقظته صحيح فإذا رأى الإنسان في المنام كأنه بإفريقية وهو ببغداد فقد اخترعه الله- سبحانه- بإفريقية في ذلك الوقت.
5- وقال بعض المعتزلة: الرؤيا على ثلاثة أنحاء منها ما هو من قبل الله كنحو ما يحذر الله- سبحانه- الإنسان في منامه من الشر ويرغبه في الخير ونحو منها من قبل الإنسان ونحو منها من قبل حديث النفس والفكر يفكر الإنسان في منامه فإذا انتبه فكر فيه فكأنه شيء قد رآه.
6- وقال أهل الحديث: الرؤيا الصادقة صحيحة وقد يكون من الرؤيا ما هو أضغاث.

.131- قولهم في مايراه الرائي في المرآة:

واختلف الناس في الذي يراه الرائي في المرآة:
1- فقال قائلون: الذي يرى الرائي في المرآة إنما هو إنسان مثله اخترعه الله وهذا قول صالح.
2- وقال أبو الحسين الصالحي: لا مرئي إلا لون وأن الشعاع ينفصل من وجه الإنسان وله لون كلون الإنسان فيرى الإنسان لون الشعاع المنتقل من وجهه إذا اتصل بالمرآة ولونه كلون وجهه.
3- وقال السوفسطائية على أصل قولهم: إنما هو على الحسبان.
4- وقال قائلون: الذي يراه الرائي في المرآة هو ظل الوجه.
5- وقال ضرار بن عمرو: إن الإنسان يرى مثاله ومثال غيره.

.132- هل يدخل الجن في الناس؟

واختلف الناس في الجن هل يدخلون في الناس؟ على مقالتين:
1- فقال قائلون: محال أن يدخل الجن في الناس.
2- وقال قائلون: يجوز أن يدخل الجن في الناس لأن أجسام الجن أجسام رقيقة فليس بمستنكر أن يخلوا في جوف الإنسان من خروقه كما يدخل الماء والطعام في بطن الإنسان وهو أكثف من أجسام الجن وقد يكون الجنين في بطن أمه وهو أكثف جسمًا من الشيطان وليس بمستنكر أن يدخل الشيطان إلى جوف الإنسان.

.133- هل يرى المصروع الشيطان؟

واختلفوا: هل المصروع يرى الشيطان أم لا؟ على ثلاثة أقاويل:
1- فقال قائلون: الجن لا يخبطون الناس ولا يستهلكونهم وإنما ذلك من جهة اختلاط الطبائع وغلبة بعض الأخلاط من المرة أو البلغم.
2- وقال قائلون: الشيطان يخبط الإنسان ويستهلكه ويراه الإنسان وما يسمع منه فهو كلام الشيطان.
3- وقال قائلون: بل يخبط الإنسان ويصرعه ويوسوسه ولا يراه الإنسان وليس الكلام المسموع في وقت الصرع والاختباط كلام الشيطان.

.134- كيفية وسوسة الشيطان؟

واختلفوا في شر وسواس الشيطان كيف يوسوس؟
1- فقال قائلون: أنهم يوسوسون وقد يجوز أن يكون الله تعالى جعل الجو أداة لهم أو جعل لهم أداة ما غير الجو وذلك متصل بالقلب فيحرك الشيطان تلك الآلة من جهة بعض خروق الإنسان فيوصل الوسوسة إلى قلبه بتلك الآلة مثال ذلك أنك تأخذ الرمح وبينك وبين الإنسان عشرة أذرع فتكلم فيه فيسمع الإنسان إذا كان الرمح مجوفًا وكان متصلًا بسمعه.
2- وقال قائلون: جسم الشيطان أرق من أجسامنا وكلامه أخفى من كلامنا فيجوز أن يصل إلى سمع الإنسان فيتكلم بكلامه الخفي فيكون ذلك هو وسوسته.
3- وقال قائلون: بل يدخل إلى قلب الإنسان بنفسه حتى يوسوس فيه.

.135- هل يعلم الشيطان ما في القلوب؟

واختلفوا هل يعلم الشيطان ما في القلوب أم لا؟ على ثلاث مقالات:
1- فقال إبراهيم ومعمر وهشام ومن اتبعهم: إن الشياطين يعلمون ما يحدث في القلوب وليس ذلك بعجيب لأن الله-عز وجل- قد جعل عليه دليلًا ومحال أن يدخل الشيطان قلب الإنسان ومثال ذلك أن تشير إلى الرجل: أقبل أو أدبر فيعلم ما تريد فكذلك إذا فعل فعلًا عرف الشيطان كيف ذلك الفعل فإذا حدث نفسه بالصدقة والبر عرف ذلك الشيطان بالدليل فنهى الإنسان عنه هكذا حكى زرقان.
2- قال: وقال آخرون من المعتزلة وغيرهم: إن الشيطان لا يعرف ما في القلب فإذا حدث الإنسان نفسه بصدقة أو بشيء من أفعال البر نهاه الشيطان عن ذلك على الظن والتخمين.
3- وقال قائلون: إن الشيطان يدخل في قلب الإنسان فيعرف ما يريد بقلبه.

.136- هل يخبر الجن الناس بشيء؟

واختلفوا في الجن: هل يخبرون الناس بشيء أو يخدمونهم؟ على مقالتين:
1- فقال النظام وأكثر المعتزلة وأصحاب الكلام: لا يجوز ذلك لأن في ذلك فساد دلائل الأنبياء لأن من دلالتهم أن ينبئوا بما نأكل وندخر.
2- وقال قائلون: جائز أن يخدم الجن الناس وأن يخبروهم ما لا يعلمون.

.137- هل يقدر الشيطان على حمل ما لا يستطيعه الإنسان؟

واختلفوا هل يطيق الشيطان على حمل ما يطيق البشر حمله؟
1- فقال قائلون: جائز ذلك وأن يحمل الأشياء الكثيرة.
2- وأنكر ذلك منكرون وقالوا: في هذا بطلان دلائل الرسل وهذا قول الجبائي.

.138- هل يتشكل الشيطان؟

واختلفوا: هل يجوز أن ينقلب الشياطين عن صورها؟
1- فأجاز ذلك قوم.
2- وأنكر آخرون.

.139- هل تظهر الأعلام على غير الأنبياء؟

واختلفوا: هل يجوز أن تظهر الأعلام على غير الأنبياء؟
1- فقال قائلون: لا يجوز أن تظهر الأعلام المعجزات على غير الأنبياء.
2- وقال قائلون: جائز أن تظهر المعجزات على الأئمة وينزل الملائكة عليهم وهذا قول طوائف من الروافض.
وقد أفرط بعضهم في القول حتى زعم أنه جائز أن ينسخوا الشرائع.
وقد أفرط قوم من جنس هؤلاء من الخرمدينية حتى زعموا أن الرسل يأتون تترى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنهم لا ينقطعون.
3- وقال قائلون: جائز أن تظهر المعجزات على الصالحين الذين لا يدعون النبوة ولا يجوز أن تظهر على المبطلين.
4- وقال قائلون: قد يجوز أن تظهر المعجزات على الكذابين الذين يدعون الإلهية ولا يجوز أن تظهر على الكذابين الذين يدعون النبوة.
قال: لأن من يدعي الإلهية ففي بنيته ما يكذبه في دعواه وليس من ادعى النبوة في بنيته ما يكذبه أنه نبي فهذا قول حسين النجار.
5- وقد جوز قوم من الصوفية ظهور المعجزات على الصالحين وأن تأتيهم ثمار الجنة في الدنيا فيأكلونها ويواقعون الحور العين في الدنيا ويظهر لهم الملائكة ويظهر لهم الشياطين فيحاربونهم ولم يجوزوا رؤية الله في الدنيا وزعموا أن هذه مواريث الأعمال.
6- وجوز آخرون كل ما حكيناه عن المتقدمين منهم وجوزوا أن يروا الله- سبحانه- في الدنيا وأن يباشروه ويجالسوه.
7- وقال قائلون: جائز أن تظهر المعجزات على الصالحين وأن تبلغ بهم مواريث الأعمال حتى تسقط عنهم العبادات وتكون الدنيا لهم مباحة وكل ما فيها ويسقط عنهم النهي ويحل لهم النساء وسائر الأشياء وهذا قول أصحاب الإباحة.
وزعموا أن العبادة تبلغ بهم حتى لا يهموا بشيء إلا كان كما يريدون وإن أرادوا أن تحدث لهم دنانير حدثت وكل ما أرادوا من شيء لم يستعصب عليهم.
وقد زعم بعضهم أن العبادة تبلغ بهم حتى يكونوا أفضل من النبيين والملائكة المقربين.

.140- هل الملائكة أفضل من الأنبياء؟

واختلف الناس هل الملائكة أفضل من الأنبياء؟
1- فقال قائلون: الملائكة أفضل من الأنبياء.
2- وقال قائلون: الأنبياء أفضل من الملائكة والأئمة أفضل من الملائكة أيضًا وهذا قول الروافض.
وقال قوم من المتنسكين: إنه جائز أن يكون في الناس غير الأنبياء والأئمة من هو أفضل من الملائكة.

.141- هل الجن مكلفون؟

واختلف الناس في الجن: هل هم مكلفون أم مضطرون؟
1- فقال قائلون من المعتزلة وغيرهم: هم مأمورون منهيون قد أمروا ونهوا لأن الله-عز وجل- يقول: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} الآية [الرحمن: 33] وأنهم مختارون.
2- وزعم زاعمون أنهم مضطرون مأمورون.
وكذلك اختلافهم في الملائكة وفي أنهم مأمورون أو مختارون على سبيل اختلافهم في الجن.